"مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ

وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ

وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا "



سورة النساء , الآية 79





"مَا أَصَابَك" أَيّهَا الْإِنْسَان "مِنْ حَسَنَة" خَيْر "فَمِنْ اللَّه" أَتَتْك فَضْلًا مِنْهُ

"وَمَا أَصَابَك مِنْ سَيِّئَة" بَلِيَّة "فَمِنْ نَفْسك" أَتَتْك حَيْثُ ارْتَكَبْت مَا يَسْتَوْجِبهَا مِنْ الذُّنُوب

"وَأَرْسَلْنَاك" يَا مُحَمَّد "لِلنَّاسِ رَسُولًا" حَال مُؤَكِّدَة "وَكَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا" عَلَى رِسَالَتك




أحس هالآية !! ماتحتاج تفسير !

وأحس حياتنا كلها هالآية !!

يـارب نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سئيات أعمالنا يـا رب

الله يستر علينا ويرحمنا برحمته يـا رب


رمضان باقي منه القليل لنجتهد فيه حتى نسعد دنيا وآخرة

وفرحة العيد لن نشعر بها إذا لم نؤدي رمضان حقه !

يـا رب اغفر لنا

يـا رب اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يـــا رب !

" بوعوض " أحرف خاصة جدا !



"

بو عوض !

بو جاسم !

شف مثل الشباب !

"

ألقاب وجمل اعتدت أن اسمعها من " أخواني وأخوالي" وبعض الأحيان من " خواتي وقريباتي!"

أعلم أن أسبابها كثيرة !

وبعض الأحيان قوتي الشخصية وتفكيري الكبير يتحكم بذلك !


،،،






منذ صغري وأنا تلك الطفلة الملقبة بـ " دلوعة أبوها "

.. لا أعرف دنيا غيره !

دائما بقربه / بحضنه ! ، ملتصقة بوجوده حد الهذيان!

تشبعت به كثيراً! .. حفظت ماذا يحب وماذا يكره!

ومتى يجب أن أتكلم ومتى اسكت ! وماذا أقول أيضاً !

حتى أصبحت وسيطة لجميع أمور منزلنا عند والدي ..!

كنت سعيدة بأنني مفتاح قلب والدي!

.. لكن حزينة في نفس الوقت لأنهم يكالون لي الخطط وطرق تعذيب عديدة !

فـ حين سفره كنت أتلقى الضربات والشتائم و أصبح خادمة القصر !

وعلي السمع والطاعة و إلا سأنام لليلتي بدموعي !

... وهذا ما كان حالي !

،،،


أتذكر جيدا في إحدى رحلاته ! ..

كانوا إخوتي و أخواتي الأكبر مني سناً يشاهدون المباريات في غرفة الجلوس !

و لم أكن أنعم بالجلوس والمشاهدة معهم !

إذ أن والدتي في غرفتها تأمرني بان أجلب الحاجيات من " المطبخ " !

وأن أنهي عملي بسرعة حتى أعود و أقوم بتدليك قدميها !

وكنت كعادتي أصمت وأقوم بما أمرت !

إلا أن خسر فريق أخي ! وتشاجر مع أختي بسبب ذلك !

وشاهدني حينها عائدة إلى أمي فركض خلفي !

حيث كنت أتمتم بصوت منخفض وأفرغ شحنات الغضب مني.. !

فركضت خائفة !

فأتى وتشاجر معي ! ودافعت عن نفسي وأنني لم أفعل له شيئاً !

واتهمت منه بأنني نعته بألفاظ سيئة !

و نفيت ذلك بقوة ! لكن لم يهتم وقام بضربي وحاولت أن أرد ضرباته و الهروب منه... بلا جدوى !

حينها أيدته أمي وأوقعت اللوم علي ، من غير أن تكون رأتني أو تفصله عني !

فقط لأنه أكبر مني بـ " 8 سنين " !

فبكيت كثيراً !

و لم تعفو عني والدتي بل كان يجب علي إكمال مهمتي وهو تدليك قدماها ، ففعلت ذلك ببكاء صامت !

إلى أن أويت إلى فراشي بقمة انهياري !

،،،،






وعند رجوع والدي...

أعود مدللته!

فـ عليه في كل رحلة أن يعود بهدية خاصة لي ! ههه وإلا سأبكي كثيراً!

فكان من كل رحلة أملك أشياء جديدة !

وًلد هذا الشئ قنبلة من الغيرة ! لدى إخوتي وأخواتي وحتى أمي ! وإن لم تصرح بذلك !

فقد شعرت به !

ومن سوء حظي ، رحلات عمل والدي لا تنتهي !

هذا عنا المزيد من ليالي الدموع !

،،

خلق والدي فيني طفلة قوية / عنيدة !

لا ترضى بأي شي ولا أنفذ إلا ما يحلى لي !

كنت أستمر بأول أيام سفره أحافظ على هيبتي التي صنعها فيني !

إلا أن ينتهي صبري فاستسلم وأطيع !

،،،
مضت أيامي بين هيبة وضعف!

عشت في تناقض !

منفردة بوحدتي !

كنت مزيج بين أبي وأنا !

فتمسكت بما تعلمته منه ! وخاصة في أوقات رحلاته التي لم تكن تنتهي !


علمني أن أصبر !

علمني أن السكوت من ذهب !

علمني أن الشمس الحزينة ستشرق بالغد !

علمني إن ضاعت فرصة ستولد غيرها!

علمني أن متعة الحياة مغرية !

علمني أن التخلي عن الأشياء الجميلة تعني أشياء أجمل !

علمني أن لا تثقي إلا بنفسك !

علمني أن أكون قائدة !




،،،،






كبرت الطفلة !

وأصبحت فتاة مراهقة!

بدأت أحلق منفردة بعالمي !

وأنفذ ما أريد !

عشت مرحلة كبيرة بغرفتي لا أخرج للناس !

ولا أشاهد المعالم حولي !

وكأنني في صومعة خاصة !

بين قلمي / دفتري وبين أغاني /موسيقى صاخبة !

أفعل ما أريد فقط !

بداية بكلمة

لا للخروج

لا للنقاش

لا للتجمعات

لا للزيارات

لا للأصدقاء

لاااا ولااااا !

حتى للأعمال لااا !

صادف حينها

خروج والدي من العمل ! ووالدتي أيضا !

مرحلتي الأخيرة التي تضمنت لا للدراسة !

بعدنا عن بعض أنا ووالدي !

تقرب الكل منه !

وكأنهم تجمعوا ضدي وهو معهم !

ضعت وجهلت معالم الأشياء!

تهت في دنيا غريبة !

كنت احمل الكثير من الحقد لهذا العالم!

كنت حزينة!

والآلام الصامتة تتصدع فيني !

و حل الظلام بقلبي !

لم أعي ما هي خطواتي القادمة !

أو إلى أين طريقي ؟!!

فأصبحت فتاة عنيدة جدا!

صعبة المراس !

اتخذت مظهر القوة لباس لي !

فلا يهم رأي غير رأيي !

ولا تنفذ غير كلمتي !

ولا انطق إلا في الوقت المناسب !

فكانت عباراتي محطة اهتمام أهلي !

وتعليقاتي كالقنبلة المنفجرة نحوهم !

إما أن يسايرونها بسكوت !

أو مهاجمتها بيأس !

مما أهلني للتحكم في أمور منزلنا الداخلية !

خاصة بغياب والدي !

كنت مسئولة عن كل شي !

من مأكل / مشرب/ خدم / المنزل/إخوة!

وحتى عند مرض أو إصابة أخوتي الصغار !

أهرع بهم إلى المشفى لمعالجتهم !

،،،
أذكر مرة حين كنت صغيرة و اضطر والديَ للسفر!

وتجمعنا أنا وإخوتي وأخواتي! على مائدة الغداء !

وبعد إفراغنا منها جلسنا نتحادث عن أمور عديدة!

وأخي الصغير يلعب بالكرة .. كان معروف بكثرة حركته !

وهو يركض خلفها وقع على الأرض مما ترك جرح في رأسه ينزف!

كان ينزف كثيراً!

وكعادتي في هذه المواقف!

هرعت إليه وأمسكت الجرح بيدي حتى أوقف النزيف!

وطلبت من أخوتي الكبار أن يأخذوه إلى المشفى !

وأن تصحبه أختي الكبرى ! ههه لكنها لم تستطع/ تخاف من الآلام!

رفضت وبشدة !

حينها طلبت منها أن تسرع وتجلب عباءتي وتلبسني إياها حتى أستطيع الذهاب معهم!

وبعدها أسرع أخي الكبير بنا للمستشفى ! وتمت خياطة جرحه هناك !

،،،،



كنت أخاف / ارتعب جداً !

يخفق قلبي بشدة !

أتصنع القوة أمامهم !

حتى لا يخاف أخي وكان على أحد التصرف وكنتُ أنا هذا الشخص دائما!

اشتهرت بذلك في أواسط الناس !

لحسن تصرفي في هذه المواقف الكثيرة !

وكأنني المرأة الحديدية ! في كل مرة !


،،،

وفي مرات أخرى كان أبي يحتاج أن يقف معه أحد إخوتي !

ولكنهم يتهربون أو لا يجدهم !

فاضطر في أماكن كثيرة أن أكون الولد له والأخ لهم !

كما يصفون تصرفاتي!

كـ حمل الأشياء الثقيلة !

ومناقشة بائعي المحلات بمفردي!

و قيادة السيارة في وجود والدي حال تعبه!

و توجيه أسرتي في الأسفار و الأماكن العامة!

وتحمل مسئولية أخوتي الصغار في كل حياتهم!

إي أنني دوماً أكون متحضرة لترتيب الأوضاع!

فـ اضطر أن أتحمل أو أعمل الكثير لأجلهم !

فأصبح بهذا الولد السادس بعائلتي !

،،،


ففي إحدى الرحلات عائدين أنا ووالدتي وأختي الكبرى من السفر !

فكنت المسئولة تلقائيا عن الجوازات وترتيب الحقائب وطريق سيرنا!

وعند وصلنا للوطن ! وتحديداً عند انتظار الحقائب !

كنا نحتاج رجل يساعدنا في حمل الحقائب الكبيرة والثقيلة !

لكن لم نجد أحداً! لا العاملون ولا شباب وطني الذين كانوا متواجدين بكثرة لاستلام حقائبهم !

حينها كان على أحد التصرف وبالتأكيد أنا !

فأمرتهم بإمساك العربات الخاصة بالحقائب وأخذت أحملها بنفسي على قولهم " لاااااا ؟"

ونظرات أمي وأختي لي وكأنهم يقولون " البرستيج راح "

ولا أنسى أعين الشباب لي ! " ماذا تفعل هذه الفتاة !؟"

كانت فعلاً حقائب ثقيلة لدرجة أن ظهري آلمني ويدي !

كنت مضطرة.. كان يجب علينا الخروج!؟

فأنا لا تهمني أقوال الناس عني !

المهم أنني أعرف ماذا أفعل ومتى ؟!

هههه تذكرت موقف كانت أختي الكبرى وصديقة العمل معي في سيارتي!

وكان أحد الشباب وكما نسميه "ياهل" يلاحقنا بسيارته ويتحرش بنا !

وكنت عائدة بصديقتي لمنزلها ! وخفت أن يعرف العنوان ويضايقها بالمرات القادمة !

فأخذته لطريق واحد لا يستطيع فيه العودة !

وخرجت من سيارتي بصراخهم " لااااااا شو بتسوين؟!"

و أغلقت أذني عن أبواق السيارات !

نظرت إليه وأخذت رقم لوحة سيارته وقلت له " اشعندك ؟! / رقم سيارتك عندي تعال ورانا وشوف شبيصير لو فيك خير؟!"

هههه أشفقت عليه حينها وكأنه سيبكي !!

تفاجأ بي لم يتوقع خاصة أننا كنا نضحك على سخفه !

ولم ينطق بحرف!!

ولم يتبعنا من حينها ذلك الطفل !!

كلمة واحدة نطقوا ركاب سيارتي به " مجنونة !"



،،،،





ضرورات حياتهم تلغى الأنثى فيني !

مع أنني لست دائما كما يروني!

حتى وإن حاولت إلغاء تلك النظرة !

يصعب عليهم ذلك !

رغم افتخاري بقول إخوتي عني " مانخاف عليها من شباب ومضايقات اطلع حقها ! نخاف من سكوتها فقط!"

لكنه يرهقني لأنني احتاج إليهم كثيراً وأن تحملي هذا يمزقني حد الموت !

تمثيلي الظاهري أعياني !!

أتمنى أن أكون فعلاً الأخت الصغرى / مدللة أباها فقط!

لكن أجبروني منذ زمن التخلي عن هذه الألقاب!

عن الشعور بأنني أحتاج لنفسي قليلاً!

أقف دائما في منتصف الطريق لأرى أنني في الخلف وما خطواتي كانت إلا لهم!

حين وقوفي أكون قد وقعت بالبئر .. واحتاج إلى زمن طويل كي أخرج !

و ما ألبث قليلاً حتى يعيد الزمن نفسه معي!

أتمنى حقاً التغيير !

أتمنى أن أكون أنا !

أن يقدروا عيشي لحياتهم !

أن يعووا ما عنيته و أعانيه !

وأن جرح كرامة الانثى نزف كثيرا !

لا تطيق تعاملهم هذا معها!

قد كبرت / نضجت الأنثى لم تعد تلك الفتاة المراهقة الصغيرة !

تكونت / اختلفت أحاسيسها !

أصبح لديها أحلامها / أمانيها ، لديها كبريائها!

بو عوض بات يمزقها!

يحطم آمالها .. يعيشها بآلامها!

أرجوكم .. دعوا الانثى تعيش بـ سلام!




،،،،






• هذه تفاصيل حياتي !

لم أؤلف شئ لأكتبه !

إنما سطرت بعض مواقف عن دقائق عشتها بتفاصيلها !

و منها ما تعيد نفسها للآن !

كـ " بو عوض " و " الأخت الكبرى " !

أحرف كتبتها منذ مدة !

ولا أعرف لما الآن أعرضها ! : )

احتاج فقط أن اتنفس بـ نقاء !

أن أخفف الحمل عني قليلاً !

أود لو أنهم يعلموني .. فقط أود !

ولكن أعلم أنه لن يفيد هذا شيئا الآن !

لهذا .. سـأبقى " بو عوض " و " الاخت الكبرى" بنظرهم !

فـ ليست هناك فرصة واحد أن يتغير الموضوع ابداً !

فقط أحب أن أواسي الأنثى فيني !

أن اجعلها تحلم وتحلق بالقلب !

حتى تستطيع العيش بهذه الحياة !

حتى لا تموت !

لهذا اكتب !

: )

رمضـان نور سمـانا !





رمضـان أقبل !

رمضان شهر الرحمة !

رمضان فرصة لكل شي !

لأرواح جديدة !

تحلق في الجنة بإذن الله !

الله يعينه على صيامه وقيامه يـارب

هالله هالله برمضان !

وهالله هالله بالطاعات !

الله يوفقنا ويرزقنا الخير وين ما كان يـارب

وكل عام وانتم بخير

ومبارك عليكم الشهر

^_^

*ادعوا لموتانا وموتى المسلمين !

الله يرحمهم ويغفر لهم يـارب

: )